كعادتي خرجت من عملي في 5.30 مساءاً عائداً إلى منزلي، وأنا في طريقي اتصل بي اخي مخبراً إياي بأن عليّ الحضور لحفل تخرجه بعد صلاة المغرب - أي بعد ساعة ونصف تقريباً -.
حقيقة ابديت غضبي بداية - بخصوص مفاجئتي وتعجيلي -، ولكن تقديراً لهذا اليوم الذي لا يتكرر وافقت ورسمت خريطة جديدة ليومي -لا استطيع ان اقضي يومي دون برمجة عادة-.
وصلت إلى المنزل واخذت ثوبي وشماغي إلى المصبغة ومن ثم ذهبت إلى حلاقي المغربي (صديقي العزيز) فوجدته مقفلاً !!!! فتوجهت إلى حلاق اخر (تونسي) لا أحبذه عادة ولكن اضطر احياناً للرجوع إليه، فوجدته ايضاً مغلق!!! بقي على صلاة المغرب ساعة واحدة تقريباً، أي أن الوقت لا يكفي لاذهب إلى خارج الحي الذي اقطنه خوفاً من ان يكون الحلاق غير متفرغ أصلاً أو غير جيد بما فيه الكفاية -وهم كثر-. أصبح خياري الأوحد حلاق من الجنسية الباكستانية وقليل جداً من الوقت. دخلت إلى صاحبنا الحلاق
- سلام عليكم
- عليكم السلام
- فاضي
- تفضل
جلست على كرسي الاعدام الاحمر (حقيقة لا يستخدم الكرسي الاحمر الا هؤلاء الباكستانيون وابناء عمومتهم)
بدأ الحلاق بتجهيزي وتجهيز الشفرات .. وانا في قمة استغرابي اذ لم اقل له اي شيء لان تجهيز حلاقة الشعر غير تجهيز حلاقة الذقن، فقلت بسرعة حتى اختصر عليه
- ذقن (بابتسامة تعني لا عاد تفتي)
ابتسم وكأنه يقول "أدري".!
بدأ الحلاقة .. وأنا لم اقل له كيف يحلق أساساً .. تضايقت من -اسمحوا لي- غباءه .. وقلت له
- محمد شيل كل شي (قصدت الذقن لأني لا اضمن انه قد يحسن شيئاً وفي نفس الوقت اختصاراً للوقت في التحديد وما إلى ذلك).
كل تلك كانت محاولة حتى لا أغضب لأني سأذهب إلى حفل تخرج اخي، وكنت متشبتاً بهدوئي وسكينتي -رغم محاولات الباكستاني إغضابي في اكثر من موقف.
بدأ الحلاقة ووصل صاحبنا ناحية الشنب!
فقلت في نفسي مجرد تحديد -طمأنت نفسي-
إلى أن أحسست بأن الشفرة وصلت إلى مكان من المفروض ان لا تصل إليه .. رفعت يده مسرعاً ونظرت إلى المرآة .. ثم نظرت إليه وقلت
- محمد شيل شنب .. (باد على وجهي ابتسامة غاضبة جداً)
لم يكن الرجل يقصد إطلاقاً أن يفعل فعلته الشنعاء بشنبي .. وتقديراً لأنها بالخطا -التمس له عذرا- إضافة إلى ذلك محافظة على هدوئي لذلك الحفل .. فبعد ان قلت له "شيل الشنب" ... وعدت إلى وضع الاسترخاء .. وجدته تأخر في إكمال عمله .. نظرت إليه فوجدته يضحك بسخرية
- اشبك ..!
- مصري .. هاهاهاهاهاهاهاها
- ايش من مصري؟
- مافي شنب! (ترى الحلاق هو حالق شنبه)
ما المفروض أن تكون ردة فعلي؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
سبب اني بلا شنب هو خطأه هو .. وتكرما مني انهيت الموضوع .. ولكن اتقاجأ بسخريته لي في حين تفاديت غضبي عليه
عموماً كضمت غيضي بشدة
- محمد .. بسرعة .. أنا مستعجل ..
وبكل شاعرية قطب حاجبيه
- محمد انت في زعلان؟!
- لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم .. كمل بس (مع ابتسامة صفراء ((((قفل الموضوع)))) )
وعادة ما يعيل صبري بعد اكثر من محاولة لتصبير نفسي .. وانفجاري رغم عني .. ولكني جاهدت نفسي كثيراً لألا أغضب أبداً .. فموعدي الحفل جبراً لأخي (بعد رفض والدي الحضور معه بسبب عمله) ... أضيفوا أيضاً من باب ليس الشديد بالصرعة ولكن الشديد الذي يمسك نفسه عند الغضب.
انتهى الحلاق من الحلاقة، والمتوقع بعد أي حلاقة أن أرى نفسي -او حلاقته بشكل ادق- بالمرآة بتركيز قليلاً كأي شخص، لم أفعل بحجة أن لا داعي فلاشي إطلاقاً .. إلا حاجبي!!
لكن فعلاً وأنا أخرج النقود من المحفظة لفتني شي غريب !!!
نظرت إلى المرآة فوجدت رقبتي ملئى بالدم ؟؟؟!!!
- "يا رب سترك .. ايش اسوي فهذا الحين؟؟!!" <<< اكلم نفسي
كان الدم يملئ وجهي ورقبتي وبعد التدقيق .. شعرت بأن وجهي ارض المريخ .. نظرت إليه فقال بكل ثقة
- ما في مشكلة!
وأحضر مادة من عنده وبدأ بتعقيم الجروح.
حاسبته وانصرفت وهو يبتسم ويلوح بيده .. بابتسامة عريضة على شنبي!! <<<<<<<<<
فقعة قلبوصلت إلى السيارة حيث يتنظر صديقي .. فور ان وقع نظره على
شنبي المهدر قلت له
بابتسامة صفرا
-
ايش رايك؟ (قصدت الشنب)
- تمام .. لا يق عليك <<<<<<<<<<
فقعة قلب- ليش شلته - حلقته-؟ <<<<<<<<
يعني مو لايق <<<
فقعة قلب ثانية- لان مباراة البرازيل ومصر اليوم !
- يعني؟!
- الحلاقين اللي اول مريناهم .. اتحدى إذا ما قفلوا وراحو يتفرجوا المباراة!
- تقول!
- أكيد
وصلت إلى المنزل فاستقبلني اخي ..
- حركااااااااااااات <<<<<<<<
فقعة قلب- كيف بالله؟!
- يجي <<<<<<<<<
يعني كويس الحمدللهالفرق بيني وبين اخي تقريباً عشر سنوات .. وكل أصدقاءه في المدرسة يكنون الاحترام الكبير وفرق العمر .. حتى أنهم إذا حضروا إلى منزلنا وحصل أن دخلت عليهم .. يقفون احتراماً وكأني أب لأخي ... تخيلوا سيروني اليوم بلا شنب!
لبست ثيابي وتعطرت ودخلت على امي لأودعها بدعوتها لي كالعادة ناسياً شنبي
- اشبك حلقت شنبك <<<<<<<
فقعة قلب- امي قفلي الموضوع لا أروح اقتله
- مين هو؟
- الحلاق
- هههههههههههههه لا ما عليك بيطلع الشنب بس لا عاد تحلق عنده
- امي .. انا بمشي .. في امان الله
- استودعتك الله .. في حفظ الله ورعايته
شعرت بأن كل من في الطريق ينظرون إليّ ... خاصة واني كنت أشعر بتيار هواء بارداً ناحية الشنب .. لأن المنطقة محمرة وساخنة من ساطوره. وصلنا إلى مقر الحفل .. بداية لم أنزل من السيارة كي لا أسلم على احد .. في حين نزل اخي إلى تجمع اصدقاءه قرب السيارة ..
فما عن قليل حتى حان وقت صلاة المغرب! .. كيف سأصلي ..؟؟!!
ناديت اخي ..
- وين المصلى؟
- مدري
- اسأل طيب!
وبعد برهة
- مافي مصلى
- يعني ما بيصلوا
- مدري
- طيب بروح اصلي وارجع
- لا تتأخر .. بعد المغرب مباشرة بيبدأ الحفل
- ما عليك .. اصلي واجي
تركته في تحضيرات الحفل وذهبت .. بعد الصلاة اتصل
- وينك؟
- ثواني وأكون عندك
- ترى بدأوا .. بسرعة
وصلت ودخلت .. والمفاجئة ..
كنت الوحيد بلا شنب .. واستشف من نظراتهم ان شكلي (مصري بعقال) .. <<<<<<<
فقعة قلب حتى ان بعضاً منهم عندما أفاجئه وهو ينظر إلي .. يبتسم
- سلام عليكم
- عليكم السلام (بابتسامة خجولة كاني بنت بكر) ترى حالق شنبي <<<<<<<<
فقعة قلبتم الحفل .. بحمد الله وتوفيقه
وفي اليوم التالي ذهبت إلى العمل ناسياً الموضوع تماماً .. وكأني اعتدت الوضع .. رحب بي الاستقبال
- هلا واااااااااالله ... وانا اقول النور جاي من وين؟!
- شكلك مروق على وسط الاسبوع انت؟ (باستغراب)
- انت اللي محلو اليوم .. ايش اللي صاير؟
تذكرت الشنب فوراً .. <<<<<<<<<<<<<
فقعة قلب- لا بس اسأت اختيار الحلاق
- لا ما عليك .. حلوة عليك .. خاصة عشان تتعود انت مسافر بره قريب صح؟ <<<<<<<<<
فقعة قلب- مشي حالك!
وصلت إلى مكتبي .. وكل من مر علي (وأنا محور الشركة) يسلم بابتسامة صفراء ويسأل عن شنبي بمزحة سمجة
ويفقع القلب ويذهب ..
أين الخطأ فعلاً؟ وقت الحلاقة؟ ولا وقت الحفل؟ ولا وقت المباراة؟
عموماً احذروا
أن تعتادوا على حلاق عربي .. فربما يزال شنبكم في مباراة مصر والبرازيل
ان تجاملوا اي حلاق قد ازال كثير من الشنب قبلاً
يجب ان تكونوا رياضيين حتى ان كانت هناك مباراة بين البرازيل ومصر .. ستتابعها ولن تذهب إلى الحلاق لتجده مغلقاً فتذهب إلى حلاق اخر فيزيل شنبكم
وطبعاً .. كل ما ذكرت حتى لا تتعرضوا لـ
(فقعة القلب)