في اليوم الأحد الثامن من فبراير خرجت مع رفيق لي بعد صلاة الفجر مباشرة لنمشي من باب "التريض" فذهبنا إلى مكان يدعى "الممشى" أعتقد أن أغلب سكان جدة يعرفون هذا المكان جيداً .. كان الجو صحواً وجميلاً جداً ..
وبحكم أنها أول مرة احضر إلى هذا المكان لفتت انتباهي لوحة صغيرة في احد جانبي الطريق وفي منتصف الممشى تقريباً .. في البداية حين تراءت من بعيد توقعت أن تكون فيها ذكر كالعادة: "سبحان الله"، "الحمد لله"، "الله اكبر"،"اللهم صلي على سيدنا محمد" كغيرها من الأماكن المخصصة لممارسة المشي أو الرياضة بصفة عامة .. لكن حين اقترابي ..
بداية استغربت وجود هذه اللوحة في هذا المكان، وبهذا المحتوي بالذات .. غير أني في الأصل وللمرة الأولى أقرأ هذا الحديث .. بدون أي ردود فعل طلبت من رفيقي اخذ صورة بجواله لأكتب عن الموضوع هنا .. في مدونتي .. لأني لي وجهة نظر سأطرحها .. لكن لاحقاً.
بحثت عن الحديث للتأكد من صحته في موقع الدرر السنية .. وإليكم ما وجدت:
117130 - من اقتنى كلبا، لا يغني عنه زرعا ولا ضرعا، نقص من عمله كل يوم قيراط. فقال السائب: أنت سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : إي ورب هذه القبلة.
الراوي: سفيان بن أبي زهير الأزدي المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 3325 خلاصة الدرجة: [صحيح]
2467 - من اقتنى كلبا، إلا كلبا ضاريا لصيد أو كلب ماشية، فإنه ينقص من أجره كل يوم قيراطان.
الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 5481 خلاصة الدرجة: [صحيح]
من جهة شرعية:
سأوضح معانى المفردات في الأحاديث لربما كان بعضها مبهماً التي برأيي ستوضح لنا معنى الحديث بطريقة أراها إن شاء الله واضحة وجليّة.
زرعاً: يقصد أن يكون الكلب لحراسة الزرع أو زراعة المحاصيل.
ضرعاً: اعتقده يقصد لحراسة الأنعام .. "بحسب ما جاء في لسان العرب الضرع هو الابل او الشياه"
ضارياً: الضاري من الكلاب: ما يهيج بالصيد. قال الحافظ: ضار الكلب وأضراه صاحبه: أي: عوده وأغراه بالصيد.
ماشية: والماشِيةُ الإِبل والغنم معروفة، والجمع المَواشي اسم يقع على الإِبل والبقر والغنم؛ قال ابن الأَثير: وأَكثر ما يستعمل في الغنم.
نستنتج من هنا أن الكلاب في اقتناءها لا تكون إلا لصيد أو لحراسة أو ما استدعت الحاجة إليه فالضرورة أحكام منها أن يكون صاحب الكلب أعمى وليستدل به الطريق أو كخدمة لرجال الأمن حيث يستخدم للبحث عن المفقودين عن طريق الرائحة أو حتى للتفتيش عن المحرمات كما رأيت في حدود المملكة العربية السعودية - الطوال ..
في بداية بحثي عن مشروعية هذا العمل بدأت بالبحث في المواقع الخاصة بتربية الكلاب وما الضرورة الفعلية من تنزه الكلب .. لاستدل بها إن كان الكلب يحتاج فعلاً لأن يتنزه أو يمشي .. وإن كان فهل من الضروري أن يكون المشي في مكان عام .. والقصد أن تكون بين العامة وليست في مكان مفتوح كالبر مثلاً .. فوجدت أن تربية الكلاب أصلاً غير مشروعة إلاّ لأسباب معينة تم ذكرها سابقاً وغيرها من الأسباب التي فعلاً ستكون مفيدة، وفي كل الأسباب التي ذكرتها أو لم اذكرها لن أجد سببا لوجود هذه الكلاب ..
هذه بعض أراء أهل العلم في هذا الموضوع - هل يجوز اقتناء الكلب ؟
قال الإمام النووي:
اختلف في جواز اقتنائه لغير هذه الأمور الثلاثة كحفظ الدور والدروب، والراجح: جوازه قياساً على الثلاثة عملاً بالعلَّة المفهومة من الحديث وهي: الحاجة. -شرح مسلم [10/236].وأيده ولي الدين العراقي في طرح التثريب [6/28].-.
وقال ابن عبد البر:
وفي معنى هذا الحديث - أي: حديث ابن عمر- تدخل -عندي- إباحة اقتناء الكلاب للمنافع كلها ودفع المضار إذا احتاج الإنسان إلى ذلك.ا.هـ (التمهيد [14/219]).
وقال ابن حجر:
والأصح عند الشافعيَّة: إباحة اتَّخاذ الكلاب لحفظ الدروب، إلحاقاً بالمنصوص بما في معناه كما أشار إليه ابن عبد البر. ا.هـ (الفتح [5/8]).
وقال الشيخ يوسف بن عبد الهادي - ناقلاً عن بعض العلماء-:
لا شك أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم أذِن في كلب الصيد في أحاديثَ متعدِّدَةٍ ، وأخبر أنَّ متَّخذَه للصيد لا ينقص مِن أجره، وأذِن في حديثٍ آخر في كلـبِ الماشية، وفي حديثٍ في كلب الغنم ، وفي حديثٍ في كلب الزرع، فعُلم أنَّ العلَّة المقتضية لجواز الاتخاذ المصلحة، والحكم يدور مع علته وجوداً وعدماً، فإذا وُجدت المصلحة جاز الاتخاذ، حتى إنَّ بعضَ المصالح أهمُّ وأعظمُ مِن مصلحة الزرع، وبعض المصالح مساوية للتي نصَّ الشارع عليها، ولا شك أنَّ الثمار هي في معنى الزرع، والبقر في معنى الغنم، وكذلك الدجاج والإوز -لدفع الثعالب عنها- هي في معنى الغنم. ولا شك أنَّ خوفَ اللصوص على النَّفس، واتخاذه للإنذار بـها والاستيقاظ لها أعظم مصلحة من ذلك ، والشارع مراعٍ للمصالح ودفع المفاسد، فحيث لم تكن فيه مصلحةٌ ففيه مفسدة ... ا.هـ (الإغراب في أحكام الكلاب [ص106-107]).
رأيي من وجهة نظر اجتماعية:
لا أعتقد أن كل الناس تتآلف والكلاب، فكثير من الذكور والإناث يخشون القطط وما دونها فضلاً عن كلب .. وأطفال لا يستأنسون الكلاب (وخاصة الكلاب الضخمة) .. إضافة إلى أن الكلاب تستشعر الخوف ولها رد فعل تجاهه .. أو ربما كان للكلب تصرفات بريئة ولكنها مخيفة بالنسبة لهم .. فكان وجود الكلب أذى لهم في هذا المكان ..غير أن في بريطانيا هناك قانون يلزم صاحب الكلب بأن ينظف فضلات الكلب إن حدث .. ولا أعتقد أن أحداً هنا قد يزيل الفضلات .. نا هيك عن غير الفضلات .. ويعتبر وجود مثل هذا الشيء أذي للطريق .. وطبعاً عندها ستكون أنت أخي العزيز مقتني الكلب من أتيت بهذا الأذى .. وأنك لم تعطي الطريق حقه كما أمرنا رسولنا صلى الله عليه وسلم .. أو ربما من زاوية أخرى نظرة بعض الناس إلى الأشخاص مقتني الكلاب - وقد سألت عدد لا بأس به - بأنهم سُذج بتقليد الغرب .. أتمنى أن تسأل نفسك أخي العزيز .. ماذا ترى - كوجهة نظر - عندما ترى رجلا ومعه كلب؟ .. ستختلف الإجابة من شخص لآخر غير أن وجود الكلب أصلاً غير محبذ - كرأي شخصي - في الأماكن العامة كمنظر ..
وجهة نظر شخصية:
- لا أجد حقاً أن من يمشي بكلب أي كان نوعه ولا ألم بأنواعها .. أن يمشي بكلب في مكان عام وبين عامة الناس لأنه ربما يكون من باب التفاخر (وأين الفخر؟) .. وقد قال تعالى في سورة لقمان :{وَلا تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ (18)} إضافة إلى التصنع وتقليد الغرب ناهيك عن مشروعيتها أصلاً.
- فعلاً جُزي خيراً من وضع هذه اللافتة .. ومن هنا أأكد أن الخير لا زال ينضح في ارض الحرمين فكل ما زادت الظواهر السلبية .. كلما زادت ردود الفعل الايجابية .. وبطرق اعتبرها راقية .. لأن من سيأتي بكلبه ويقرأ هذه اللافتة سيعلم إن كان لا يعلم بأن قيراط أو قيراطين سينقصان من عمل يومه إن أراد الله له خيراً وكان له من الأجر قيراطاً على الأقل في ذلك اليوم .. وإن كان يعلم بشأن الحديث اعتقد أنه سيتجنب المكان إن كان لا بد من وجود الكلب معه.
- سبب نقص الأجر ولا أعتقد أن هناك من سيضحي بأجره زهداً فكما قال الحافظ ابن حجر في سبب نقص الأجر: قيل: لامتناع الملائكة مِن دخول بيته وقيل: لما يلحق المارِّين مِن الأذى وقيل: لأنَّ بعضها شياطين وقيل: عقوبة لمخالفة النهي وقيل: لولوغها في الأواني عند غفلة صاحبها، فربما يتنجس الطاهر منها، فإذا استعمل في العبادة لم يقع موقع الطهارة وقال الحافظ العيني في التوفيق بين القيراط والقيراطين: يجوز أنْ يكونا في نوعين مِن الكلاب، أحدُهما أشدُّ إيذاءً وقيل: القيراطان في المدن والقرى، والقيراط في البوادي وقيل: هما في زمنين، ذكر القيراط أولاً، ثم زاد التغليظ، فذكر القيراطين.
عسى أن أكون وفقت في طرح فكرتي ورأيي عن الموضوع .. وأتمنى أن لا يؤخذ كلامي بشكل خاص وللتفاصيل منهاج آخر .. فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ..
استغرب وجود اللوحة!!
ردحذفولماذا يضعونها في الممشى ؟
هل هناك كلاب بكثرة؟
وهل الذين يقتنون الكلاب في جدة من المسلمين أم من غير المسلمين وهذا الغالب طبعا؟
كانت لنا جارة فلبينية مسيحية تقتني كلبا ليل نهار ينبح حتى لازمني الصداع من نباحه
وطلبنامن جدي رحمه الله تخييرها إما وجودها بالسكن بدون كلب أو تخرج هي وكلبها من العمارة .
لا أدري مالذي يعجبهم في الكلاب !!
أخيرا باركك الرب على هذا البوست لكنه طويل نوعا ما وقارئ النت ملول ويجب علينا مراعاة ذلك.
خذها نصيحه من اختك الكبرى.
والسلام مسك الختام
مرحبا اختي الفاضلة اروقة الروح على مرورك .. اسعدني فعلاً أن تمري وتعلقي .. فهنيئاً لي تشريفك مواضيعي .. فانا يعجبني جداً اسلوبك السهل القريب من القارئ لتصل كل الافكار باسهل الطرق
ردحذفصحيح الموضوع طول وقد كان اطول بكثير .. ولكني احببت ان اطرح شيئاً لن يساء فهمي في طرحه بحيث يكون بكل الاجوبة
ولو ان هناك كثير من الشباب عارضوا الموضوع .. والحمدلله في نقاشي معهم كنت اجيبهم بكلام من نفس البوست ..
مرة اخرى اشكر مرورك
خوي المشتاق
ردحذفاول شي ييعطيك العافيه
ظاهرة اقتناء الكلاب اكرمكم الله
اصبحت منتشرة
خاصه بالجيل الجديد
وكله تقليد للغرب لا اكثر
يعني مثل ماقال الرسول صلى الله عليه وسلم
( لتتبعن سنن من كان قبلكم ، شبرا بشبر، وذراعا بذراع، حتى لو دخلوا جحر ضب تبعتموهم)
يعني لاتستغرب تشوف حد وراه كلبه
مع ان وجود كلب بالمنزل سبب لمنع دخول الملائكة
والكلاب نجسه وقد امر الرسول بغسل اي اناء سبع غسلات اذا ولغ فيه الكلب
الله يجرنا بس
صار الواحد يقلد ومايدري وين الله( حاطه)
^_^
واللوحه شكل في واحد يبي يمشي كلبه يخفف من وزنه
ولا يبيه كلب رياضي ^_^
أهلا وسهلا ااختي الكريمة إحساس طفلة
ردحذفشاكر لك اولاً على المرور وثانياً على التعقيب
صدقاً كتبت الموضوع في هذه النوعية من الناس .. لا اقول المقلدين .. وانما اتباع العولمة ..
ولكني تعمدت ان ادخل في انواع الكلاب التي تقتنى .. ليعلم فقط ان حب تربية الكلاب لا يندرج تحت ما أباح الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم
لكن هناك اناس فعلاً يحتاجون لكلاب حراسة على الأقل في شمال جدة .. يكون البيت كبيراً جداً ولا يستطيع الحارس ان يغطي كامل المنطقة .. والذين يقتنون الكلاب في الاصل قد تعرضوا لسرقة أو سمعوا بقصة جوارهم - تبرير -
الموضوع بالفعل غريب ولكنه موجود
ردحذفهوحقا ليس ظاهرة كالغرب انما يوجد من يقتني الكلاب
ويكفي ان التخلص من نجاسة الكلب غسل اليدي 7مرات احدهما بالتراب كما قال صلى الله عليه وسلم
وموضوع يستحق التوقف عنده وشرخه لما له من اهميه في ديننا
وحتى لايصبح ظاهرة
انرتي بلوقي سيدتي العزيز مريم
ردحذففعلاً هي تحتاج إلى وقفه .. أشعر اني بعد ان كتبت الموضوع أًحبت ارى الكلاب بكثرة
صبح اليوم رأيت كلباً كبيراً فعلاً .. ولكنه في طريق غير مخصص للمشي ..
سألت عن سبب خروج الكلب .. فقالوا بأن الكلب إذا "سجن" يقتل نفسه .. او يؤذي صاحبه .. لذا ينصحون بخروج الكلب بين فينة والأخرى
سيدتي
اشكر لكي مرورك .. وتشريفك
في اليوم ٢٩ من ديسمبر ٢٠١٢ ذهبت مع عائلتي الكريمة نفس الممشى و رايت نفس اللوحة تعجبت مثلكم من تواجدها ثم اتضح لي بعد ذلك السبب منها
ردحذففقد انتشرت هذة الظاهرة و خصوصا بالمششى حيث يمر الشباب هناك مع كلابهم و بالقرب من اللوحة المكتوب فيها قال " صلى الله عليه و سلم" دون اي احترام لها او تقدير لا اعرف هل هو تمرد و عصيان او مجرد لفت انتباه !!؟؟
ع العموم الله يهدي الجميع
اعتذر عن الخطئ في التاريخ في يوم ٢٨ ديسمبر ٢٠١١ ^_^
ردحذف