الأربعاء، 25 فبراير 2009

الإمام الشافعي

قرأت هذه الأبيات وهي ابيات للإمام الشافعي .. كنت فيما قبل احب ان اقرأ له باستمرار:
.
دع الايــام تفعــل ما تشــاء .. وطب نفساً إذا حكم القضــاء
ولا تجــزع لحــادثـة الليـــالي .. فمــا لحــوادث الدنيــا بقـاء
.
.
وكنت في كل مرة اقرأ الأبيات .. اشعر بعظمة كلمة .. بعصارة حكمة .. فنعم الرجل ... ونعم الكلمة.
.
.
وفي فجر يومي هذا قرأت أبيات من توقيع احد الاصدقاء على بريدي .. حيث كان في الابيات كلام جميل جداً .. اقرأوا معي الابيات ..
.
احب الصالحين ولست منهم .:. لعلي ان انال بهم شفاعة
واكـره من تجارته المعاصي .:. ولو كنا سواء في البضاعـــة
.
أعجبتني الابيات .. برأيي كانت الكلمات بسيطة ولكن بليغة .. فمن كتب هذه الكلمات يعلم جيداً ان الاعتداد بالنفس يورث الكبر ويذهب الأجر .. فاحببت ان أقرأ تلك القصيدة كاملة .. بحثت عنها في العم "جوجل" .. ووجدتها .. ووجدتها أيضاً للإمام الشافعي ..
.
حقيقة تفاجأت ان يقول على نفسه هذا وهو إمام .. فكيف بنا .. والله المستعان .. يبدو أني أغرم بهذا الرجل .. من غير نية ولا إدراك ... فأحببت ان تشاركوني هذه الابيات لروعتها .. ولأنها مدرسة .. ولربما يكون للإمام الشافعي حبيب غيري ..
.
اذا الـمــرء لا يرعــــاك الا تكلـفــــا .:. فدعـــه ولا تكثــــر عليـــه التاسفـــــا
ففــي النـاس ابـدال وفي الترك راحة .:. وفي القـلب صبر للحبيب ولو جفا
فمــا كـل مـن تهــواه يهــواك قلبــه .:. ولا كـل مـن صافيتــه لـك قـد صفـــا
اذا لـم يـكــن صـفــو الـوداد طـبـيـعــة .:. فــلا خيــر فـي ود يجــيء تـكـلفــا
ولا خيـــر فــي خــل يخـــون خليلــه .:. ويلقـــاه مـن بعــد المـودة بالجفــــا
وينكــر عيشــا قد تقــادم عهــده .:. ويظـهــر ســرا كـان بالامــس قـد خفــا
سـلام عـلـى الدنيــا إذا لـم يكـن بهـا .:. صديق صدوق صادق الوعد منصفـا
===============
===============
صـن النـفـس واحمـلـهـا علـى ما يـزيـنها .:. تعش سالما والقول فيك جميل
ولا تـوليـن النــاس الا تجمــلا .:. نبــا بـك دهــر او جفــاك خليـــــــــــــــــــــل
وان ضــاق رزق اليــوم فاصبــر الى غــد .:. عسـى نكبـات الدهــر عنك تزول
ولا خيــر فــي ود امــرئ متلــون .:. إذا الريــح مـالـت، مـال حيــث تميـــــــل
وما أكثـــر الإخـــوان حيـــن تعدهـــم .:. ولكنهــم فـــي النــائبــات قليـــــــل
===============
===============
احـــب الصـــالحيــن ولســــت منهـــم .:. لعـــلي ان انـــال بهـــم شفاعـــــة
واكــره مـن تــجـارتـه الـمــعــاصــــي .:. ولـو كنـــا ســـواء فــي البضـــاعـــــة
تـمـوت الأســـد فــي الغـابـات جــوعـــا .:. ولـحـم الضـــأن تـأكــلـــه الــكــلاب
وعبــــد قـد ينــام عـلـى حـريــــر .:. وذو نـســـب مـفـــارشــــه الـتــــــــــــراب
.
.
سعدت جداً بقراءة هذه الابيات .. ففعلاً هناك الكثير من الحكم التي تبطنت في الابيات .. وكثير من المواقف تدور حولها .. فعلاً احب هذا الرجل

الأحد، 22 فبراير 2009

شكر وعرفان


احببت ان اسطر هنا شكر وعرفان لشخص عزيز جداً .. حفظه الله لي من كل شر وسوء .. فله الفضل الأول والاخير في ميلاد هذه المدونة الصغيرة .. صحيحٌ أن موضع الشكر أتى متأخراً قليلاً ... ولكني لم اكن اعلم فعلاً اني قد أكون مدوناً ..

كنت قد كتبت في موضوعي المتواضع "هل سأكتب" في بداية كتاباتي عن رأيي في الكتابة .. .. لم يكن هذا فعلاً .. ولكن لم تكن الكتابة همي الأوحد .. ولو أنها كانت احد الأشياء التي أعلم جيداً اني سأجربها .. مع اني كنت اكتب مسبقاً كتابات لا مسئولة .. ولأني كنت اكتب للا أحد .. فتذبل الأوراق في انتظارها .. وترمى كغيرها من قصاصات الورق .. أما الان فاصبحت اكتب لتقرأ لا لتتلف كسابقاتها .. فله الفضل الأول والأخير في أني سأكتب .. وبشغف ..

لقلمي احترم بالغ جداً في نفسي لأني دوماً سأتكلم عن نفسي في الحرف والكلمة والسطر .. لأن قلمي سيشرحني .. هو من سيترك انطباعاً عني .. عن عقليتي وتفكيري وفكري .. عن منهجي ومنهاجي .. أخلاقي وسياساتي .. لذلك لا أكتب إلا بعد إطلاع كاف .. ليعطيني الحجة والبرهان لأناقش ما كتبت .. طرحت من تدويني في بعض المجموعات البريدية .. لاقت بفضل الله استحساناً كبيراً .. غمرتني السعادة .. وشعرت برغبة فعلاً أن استمر في الكتابة .. حتى وإن استنزفت وقتاً طويلاً في القراءة والتقصي .. لذا وجب علي احترام قلمي .. واحترام قرائي .. وسعت افاق عقلي .. فكان له الفضل الأول والأخير في اجتراري عقلي بعد خموله .. واستحلاب قدراتي بعد كسادها.


دخلت إلى مدونة هذا الشخص .. بداية شعرت اني لم اتحرك ساكناً امام ما لديه .. في النوع والعدد والشكل والزوار .. فما شاء الله لا قوة الا بالله ... ولكن حين زراني .. وأعطاني رأيه في تدويني المتواضع .. هو من غير كل الناس لحرفه صدق لا يشوبه شك .. فقد حفزني كثيراً .. وجعلني مسؤولاً أكثر عن كتاباتي .. كيف لا وهو من له الفضل الاول والأخير في ميلاد قلمي ..

فشكراً من عميق قلبي .. سأسعى دوماً أن أكون عند حسن ظنكم بي .. كما كنتم فوق حسن ظننا .. فغالباً ما يخونني ظني المحدود .. لأنكم فعلاً أهل لحسن الظن ..

السبت، 21 فبراير 2009

س

عادة ما يكون س من الناس يحب جداً ان كل الناس يوافقوه رأيه .. او يتركوه وشأنه .. وإن لم يوافقوه أو يتركوه .. تظهر صفته الحقيقية فعلاً .. عادة ما أميل إلى ترك الجدل .. ولكن ..!!

لا مجال للنقاش .. قد يرى البعض الموضوع من زاوية أخرى غير ما نظمت له .. ويحكمون على الموضوع من وجهة نظرهم فقط .. والأدنى من ذلك والأمرّ .. انهم يعمّدون حكمهم ويقتنعون فيه .. ويصدرون قرارتهم .. بأبسط الطرق .. وأشدها إيلاماً.

سيداتي سادتي .. اعذروني فقد غُررت بشخصية كنت احبها فعلاً .. لها فضل .. ولكن في أروقة الحياة عادة اتفاجأ بهؤلاء اناس .. تفاجأت بسيل التهم .. عموماً حاولت ان ابرر موقفي واتناسى سيل اللكمات أقصد الكلمات .. التي كان اخرها طرداً .. بأبسط طريقة محاولاً ان ابدي وجهة نظري ..

ووالله لا اخفيكم سراً .. اني ندمت على التوضيح .. هؤلاء اناس تعرفهم من مواقفهم .. وتتنحى جانباً تاركاً لهم الطريق .. لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال :

"أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقا ، وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحا ، وببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه"
الراوي: أبو أمامة الباهلي المحدث: أبو داود - المصدر: سنن أبي داود - الصفحة أو الرقم: 4800خلاصة الدرجة: سكت عنه [وقد قال في رسالته لأهل مكة كل ما سكت عنه فهو صالح]

الاثنين، 16 فبراير 2009

مشكلة إعادة الارسال

استقبل كغيري الكثير من الرسائل التوعوية او الدعوية أو الدينية بصفة عامة .. وعادة ما يطلب مني أو أؤمر او اُستحلف أو مهما كانت الصيغة إعادة الارسال .. ولكن على أساس "أنشر تؤجر" .. واعتقد ان كثيراً من الناس يقصدون بنية حسنة اكتساب الأجر في إعادة إرسال الرسائل وحتى وإن كانوا فعلاً من النوع الذي لا يرسل إطلاقاً ..

منذ فترة ليست قصيرة وصلتني رسالة حديثية عن ساعة الاحتضار .. متضمنة حديثاً عن الرسول صلى الله عليه وسلم .. لم يكن مقنعاً بالنسبة لي بأنه حديث ..إضافة إلى أني لم اسمع عن هذا الحديث من قبل .. كان ضعيفاً حتى في لفظه .. بدأت أبحث عنه في الشبكة العنكبوتية .. ووجدت الحديث .. ولكن للأسف وجدته "كذبه" .. ليس موجوداً حتى بين الاحاديث الضعيفة .. أي أنه افتراء "عياناً بياناً" على الرسول صلى الله عليه وسلم .. أي أن الحديث كان من "طرح اليومين دول".. تكدرت جداً .. والسبب أني كنت من اتباع انشر تؤجر .. وأني لو لم أبحث .. لكنت قد أرسلتها لكثيرين والذين بدورهم سيرسلون لغيرهم .. وهم جره .. ولكن .. هل هي فعلاً انشر تؤجر في هذا الحديث !!


وكردة فعل ليس إلا أصحبت دائماً أبحث عن صحة اي حديث يصلني حتى الاحاديث التي اعرفها صحيحة .. ليس لتكذيبها .. وان لأعرف من هم رواة الحديث .. ونوع الحديث (صحيح، حسن، ...الخ) .. فعندما أجد الحديث صحيح .. ويستحق النشر .. اي انه لم يستهلك .. -أقصد ان هذه الرسالة لم تصلني مرات عديدة- ..انشرها .. وأتأمل الأجر من الله عز وجل .. أما إن كان الحديث ليس صحيحاً .. أعيده إلى من أرسله لي عن طريق "Replay all" حتى تصل الرسالة له ولكل من ارسل لهم بهدف تصحيح الحديث أولاً توعيتهم بطريقة غير مباشرة بعدم نشر هذه الاحاديث دون التأكد منها .. وعادة ما تحتوي رسالتي على:
  • نص الحديث - في حال كان في الرسالة اكثر من حديث - ورأي الشارع فيه ...
  • نص فتوى أحد العلماء عن هذا الحديث مع رابط للفتوى ...
  • نصيحة بأسلوب لطيف بعدم النشر إلا بعد التأكد من صحة الحديث...
فعلاً في الآونة الأخيرة زادت الرسائل الدينية .. هي صحوة دينية فعلاً .. ولكن اعتقد ان هناك من استغل هذا التوجه .. واستغل قلة ثقافة البعض .. المفاجأة أن بعد بريهة تنشر رسالة اخرى بتكذيب الرسالة الاولى ولكن بعد ان نشرت ربما ملايين النسخ .. عن نفسي احذف مثل تلك الرسائل فوراً .. وطبعاً تكون الرسالة مجرد خبر .. بدون أي مرجع .. لان المعلومة إن كانت صحيحة فعلاً .. لن يكون طريقها الوحيد هو بريدي الكتروني الشخصي ..

هدفي من هذه المقالة فعلاً هو أن أوسع قاعدة "عدم إعادة الإرسال بدون علم" .. والاكتفاء بقراءة تلك الرسائل لأخذ العلم .. أو يدمج في نفس الرسالة تكذيبها ونشرها مرة اخرى لابتغاء الاجر ان استطاع...

لذا احببت ان اطرح هذه الفكرة هنا .. ولأني اعتقد جازماً ان مثل هذه الرسائل تصلكم .. كما تصلني وتصل الالاف غيرنا ... سأشرح طريقة البحث عن الحديث أو اي كان .. ربما تكون الطريقة معروفة .. ولكن وإن كانت معروفة فعلاً .. أتمنى ان تكون من باب التذكير .. وعل هذه الطريقة ستكون مفيدة لي ولكم في أن نتثقف في الحديث وابتغاء الاجر من الله سبحانه وتعالي على الاجتهاد والبحث والتصحيح والحد من انتشار تلك الاستهزاءات بعقولنا باسم الدين. بهذه الطريقة .. إن شاء الله .. سنبدأ بطرح كل ما هو مفيد .. وسنفلتر الرسائل في صندوقنا الوارد .. لنَغنى بالفائدة الفعلية .. كي نرتقي اولاً وأخيراً ...


طريقة البحث في الانترنت سهلة جداً .. ففور قراءتي للحديث .. وحين الشكك -عن نفسي ابحث في كل الاحاديث -:


  • أقوم بنسخ جملة من الحديث - على الأقل كلمتين - بحيث لا تحتوي على حروف الجر او النصب او الرفع .. مثل: (من، على، في، ..).
  • أفتح موقع الدرر السنية - قسم الموسوعة الحديثية - يفضل وضعها في المفضلة بكل الاحوال-.
  • الصق الجملة في الفراغ المحدد وتحديد خيارات البحث -وهي واضحة جداً- كما في الصورة:

ستظهر الأحاديث المتضمنة هذه الجملة .. ربما يكون للحديث نسخ كثيرة وتكثر الاسانيد فيها .. ستعرف ما تريد ان تعرفه .. ولكن المشكلة الفعلية هي أنك إن لم تجد ما تبحث عنه بين الاحاديث !! .. عندها تقوم بنسخ جملة كاملة واكتبها في احد محركات البحث -عادة استخدم جوجل- والصق النص متبوعاً بـإشارة "+" وكلمة "صحة الحديث". كمثال:

أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال :"من أكثر من الصلاة عليّ سوف لا يجد السوء والأذى ساعة الاحتضار"


بحثت عن الجملة "ساعة الاحتضار" في موقع الدرر السنية .. ولم اجد هذا الحديث .. فقمت بنسخ الحديث بأكمله وأضفت إليه شفرة البحث الخاصة بـ"جوجل" بهذا الشكل:




معنى هذه الشفرة هي البحث عن الصفحات التي تحتوي الجملتين معاً فقط .. وهذا رابط اول نتيجة في البحث ..

لكن أحياناً تمر علي أشياء ليست موجودة إطلاقاً .. أتجاهلها واكتفي بقراءة الرسالة واطلب ممن ارسلها لي بأن يتاكد منها فقط قبل ان يرسلها لأنها غير موجودة إطلاقاً ..

حاولت جاهداً ان اكون مختصراً .. وفي نفس الموقت شاملاً .. فأرجو انني قد وفقت في ما طرحت ..

ورجل قلبه معلق بالمساجد




اليوم بعد صلاة الفجر
كنت وأخي أمام باب المسجد عندما مر عم "فلان" المقعد على عربته .. فنظر إلي بابتسامه تطمئن القلب .. هو رجل كبير .. لم يبق في شعره السواد أبداً .. مرض بمرض لا أعلم ما هو .. ولكن ما أعلمه انه فقد الحركة كلياً..

قال العم: كيف حالك يا بني؟
ابتسمت واقتربت منه ومددت يدي .. وذهلت عندما لم يرفع يده .. فبسرعة ومنعاً لإحراجه .. أكملت مسيرة يدي إلى موضع يده على فخذه .. ورفعت يده ولممتها بين يدي .. وابتسمت ..

قلت: حياك عمي .. أنا بأتم عافية والحمد لله .. كيف حالك أنت؟..

فرد: الحمد لله ..

وكان مبتسماً بخجل ومحرجاً على أنه لم يستطع رفع يده .. ما جعلني أؤنب نفسي على ما فعلت.

مد أخي يده بنفس الطريقة .. ثم دعا لنا .. وبدأ من كان معه بتحريك العربة مبتعداً إلى بيته الواقع أمام المسجد مباشرة.

بدأ حوار بسيط بيني وبين أخي .. كان بدايته .. ورجل قلبه معلق بالمساجد .. نظر إلي أخي..!!
فقلت: انظر كيف انشأ مصعداً خارجياً في بنايته .. وكسر احد جدران غرفته .. بحيث يدخله الحارس في المصعد، ويصعد إلى غرفته لتستقبله زوجته وتدخله .. انظر كيف مهد على هذا الرصيف طريقاً لكرسيه المدولب .. وانظر إلى درجات المسجد .. أيضاً بنى بها ما يساعده في توصيله إلى المسجد .. مع انه مقعد .. ولا يستطيع حتى رفع يده .. لم يترك الصلاة في المسجد أبداً .. في كل الفروض .. ما شاء الله لا قوة إلا بالله.

أخي: ما عذرنا ونحن بصحتنا .. انظر إلى عم فلان مكانه أمام المنبر منذ ما يزيد على عشرون عاماً تجده في مكانه أحياناً قبل الأذان وهو الإمام بعد الإمام ..!! وانظر إلى عم فلان ومكانه خلف الإمام مباشرة .. ويأتي مبكراً كي لا يأخذ احد مكانه .. ويؤذن أحيانا .. وعم فلان وعم فلان ...

قلت: سيظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله .. فهؤلاء هم من قيل فيهم "ورجل قلبه معلق بالمساجد" .. منذ أن سكنا في هذا الحي .. وهم في نفس مكانهم منذ ما يقرب الـخمسة وعشرون عاماً .. ستشهد الأرض لهم .. فهنيئاً لهم ..

اتبعته لحظة صمت طويلة ..

وتنهيدة ...


الأحد، 15 فبراير 2009

في لحظة فقط

في هذه الساعة .. اجلس في مكتبي اعمل بأشياء بسيطة روتينية .. واسمع موسيقى "محير كردي" بعزف تركي .. في قمة الروعة .. وأمامي بالضبط قاعة الاجتماعات .. به اجتماع مع شخصيات بارزة جداً .. الانوار مغلقة ويتابعون عرضاً تقديمياً لمشروع .. وبما أن المبنى يقع على احد الشوارع الرئيسية .. وشركتنا في الدور الأول .. كان صوت الاتطام قوياً جداً.
لم اسمع ذلك الصوت بحكم ان مكتبي لا يطل على الشارع .. إضافة إلى أني أضع سماعات صغيرة في اذني .. ولكن نبهتني الأضواء المنبعثة من قاعة الاجتماع .. لأرى كل الحاضرين قد فتحوا الستائر ويرتصون جنباً إلى جنب ..
ذهبت إلى احد المكاتب المطلة على الشارع لأجد سيارة نقل صغيرة وسيارة رياضية فارهه اعتقد انها حديثة جداً .. شكل الحادث يوحي بأن الخطأ على السيارة الفارهه .. لأني وصلت بعد ان وقع الحادث وبعد أن وصلت سيارات المرور .. فلا اعلم حقيقة من المخطئ.
تأملت الحادث .. زحمة اناس .. رجل في العقد الثالث تقريباً خرج من السيارة الأولى يمسك ساقه ويتأوه .. وكثير من الزجاج واوراق الشجر في الأرض بحكم ان الحادث خرج من الشارع الرئيسي إلى الفرعي متخطياً الحاجز الزرعي .. وفي الجهة الأخرى شاب اعتقد انه في العقد الثاني واضعاً يده على اذنه .. ويتحدث بالجوال .. ويقف إلى جانبه رجل المرور ويستمع إليه وهو يشرح كيفية وقوع الحادث.
ما ازعجني جداً هو احتشاد الناس وطلب ضابط المرور من السيارات عدم الوقوف .. احتشد عدد كبير من الناس بشكل مزعج .. في الشارع الرئيسي والفرعي .. واصبح مهمة رجال المرور ان يضبطوا حركة السير للناس .. وهم الناس سبب عدم الضبط ... وبالطبع وصلت سيارة الاسعاف متأخرة بسبب تلك الزحمة .. وتم إسعاف الأول - المصاب في ساقه - والراكب الاخر في السيارة الصغير .. أخرجوه من السيارة إلى كيس فضي اللون .. فقد توفي ساعة حصول الحادث .. فالحادث لم يكن بسيطاً.. وقع الحادث في لحظة .. وخلّف أثراً كبيراً في هذه اللحظة ..
هل كان نتيجة تهور الشاب ذو السيارة الفارهة؟ ام هو عَجل وراء شيء؟؟ .. لا أدري ولكن في كل الاحوال .. قد ازهقت روح .. ولا أعتقد هناك أي مبرر لهذا الحادث .. هو قضاء وقدر .. ونعم بالله .. لله ما أعطى وله ما أخذ .. لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.
كيف هو شعور صديق المتوفى .. كان قبل ثوان فقط .. يتكلم معه .. والان .. لن يسمع صوته الى الابد .. هل سيبكيه فقط؟ .. كيف بأبناء الميت .. ذهب والدهم للعمل .. ولم يعد .. كيف بزوجته وامه .. نسأل الله لهم الصبر والسلوان .. واحتساب الاجر في فقيدهم.
حقيقة اتخيل نفسي احياناً في هذا الموقف واتصور عزاء في بيتنا وبكاء اهلي علي .. لذلك تداركت جيداً على الرغم من انني اسرع احياناً .. وسرعة جنونية .. انه قد لا اصل أبداً فعلاً ..
رحم الله الأول .. وشفى الثاني .. والثالث..!!

الأحد، 8 فبراير 2009

اقتناء الكلاب



في اليوم الأحد الثامن من فبراير خرجت مع رفيق لي بعد صلاة الفجر مباشرة لنمشي من باب "التريض" فذهبنا إلى مكان يدعى "الممشى" أعتقد أن أغلب سكان جدة يعرفون هذا المكان جيداً .. كان الجو صحواً وجميلاً جداً ..

وبحكم أنها أول مرة احضر إلى هذا المكان لفتت انتباهي لوحة صغيرة في احد جانبي الطريق وفي منتصف الممشى تقريباً .. في البداية حين تراءت من بعيد توقعت أن تكون فيها ذكر كالعادة: "سبحان الله"، "الحمد لله"، "الله اكبر"،"اللهم صلي على سيدنا محمد" كغيرها من الأماكن المخصصة لممارسة المشي أو الرياضة بصفة عامة .. لكن حين اقترابي ..



بداية استغربت وجود هذه اللوحة في هذا المكان، وبهذا المحتوي بالذات .. غير أني في الأصل وللمرة الأولى أقرأ هذا الحديث .. بدون أي ردود فعل طلبت من رفيقي اخذ صورة بجواله لأكتب عن الموضوع هنا .. في مدونتي .. لأني لي وجهة نظر سأطرحها .. لكن لاحقاً.


بحثت عن الحديث للتأكد من صحته في موقع الدرر السنية .. وإليكم ما وجدت:
117130 - من اقتنى كلبا، لا يغني عنه زرعا ولا ضرعا، نقص من عمله كل يوم قيراط. فقال السائب: أنت سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : إي ورب هذه القبلة.
الراوي: سفيان بن أبي زهير الأزدي المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 3325 خلاصة الدرجة: [صحيح]

2467 - من اقتنى كلبا، إلا كلبا ضاريا لصيد أو كلب ماشية، فإنه ينقص من أجره كل يوم قيراطان.
الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 5481 خلاصة الدرجة: [صحيح]

من جهة شرعية:
سأوضح معانى المفردات في الأحاديث لربما كان بعضها مبهماً التي برأيي ستوضح لنا معنى الحديث بطريقة أراها إن شاء الله واضحة وجليّة.
زرعاً: يقصد أن يكون الكلب لحراسة الزرع أو زراعة المحاصيل.
ضرعاً: اعتقده يقصد لحراسة الأنعام .. "بحسب ما جاء في لسان العرب الضرع هو الابل او الشياه"
ضارياً: الضاري من الكلاب: ما يهيج بالصيد. قال الحافظ: ضار الكلب وأضراه صاحبه: أي: عوده وأغراه بالصيد.
ماشية: والماشِيةُ الإِبل والغنم معروفة، والجمع المَواشي اسم يقع على الإِبل والبقر والغنم؛ قال ابن الأَثير: وأَكثر ما يستعمل في الغنم.
نستنتج من هنا أن الكلاب في اقتناءها لا تكون إلا لصيد أو لحراسة أو ما استدعت الحاجة إليه فالضرورة أحكام منها أن يكون صاحب الكلب أعمى وليستدل به الطريق أو كخدمة لرجال الأمن حيث يستخدم للبحث عن المفقودين عن طريق الرائحة أو حتى للتفتيش عن المحرمات كما رأيت في حدود المملكة العربية السعودية - الطوال ..



في بداية بحثي عن مشروعية هذا العمل بدأت بالبحث في المواقع الخاصة بتربية الكلاب وما الضرورة الفعلية من تنزه الكلب .. لاستدل بها إن كان الكلب يحتاج فعلاً لأن يتنزه أو يمشي .. وإن كان فهل من الضروري أن يكون المشي في مكان عام .. والقصد أن تكون بين العامة وليست في مكان مفتوح كالبر مثلاً .. فوجدت أن تربية الكلاب أصلاً غير مشروعة إلاّ لأسباب معينة تم ذكرها سابقاً وغيرها من الأسباب التي فعلاً ستكون مفيدة، وفي كل الأسباب التي ذكرتها أو لم اذكرها لن أجد سببا لوجود هذه الكلاب ..
هذه بعض أراء أهل العلم في هذا الموضوع - هل يجوز اقتناء الكلب ؟
قال الإمام النووي:
اختلف في جواز اقتنائه لغير هذه الأمور الثلاثة كحفظ الدور والدروب، والراجح: جوازه قياساً على الثلاثة عملاً بالعلَّة المفهومة من الحديث وهي: الحاجة. -شرح مسلم [10/236].وأيده ولي الدين العراقي في طرح التثريب [6/28].-.

وقال ابن عبد البر:
وفي معنى هذا الحديث - أي: حديث ابن عمر- تدخل -عندي- إباحة اقتناء الكلاب للمنافع كلها ودفع المضار إذا احتاج الإنسان إلى ذلك.ا.هـ (التمهيد [14/219]).

وقال ابن حجر:
والأصح عند الشافعيَّة: إباحة اتَّخاذ الكلاب لحفظ الدروب، إلحاقاً بالمنصوص بما في معناه كما أشار إليه ابن عبد البر. ا.هـ (الفتح [5/8]).

وقال الشيخ يوسف بن عبد الهادي - ناقلاً عن بعض العلماء-:
لا شك أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم أذِن في كلب الصيد في أحاديثَ متعدِّدَةٍ ، وأخبر أنَّ متَّخذَه للصيد لا ينقص مِن أجره، وأذِن في حديثٍ آخر في كلـبِ الماشية، وفي حديثٍ في كلب الغنم ، وفي حديثٍ في كلب الزرع، فعُلم أنَّ العلَّة المقتضية لجواز الاتخاذ المصلحة، والحكم يدور مع علته وجوداً وعدماً، فإذا وُجدت المصلحة جاز الاتخاذ، حتى إنَّ بعضَ المصالح أهمُّ وأعظمُ مِن مصلحة الزرع، وبعض المصالح مساوية للتي نصَّ الشارع عليها، ولا شك أنَّ الثمار هي في معنى الزرع، والبقر في معنى الغنم، وكذلك الدجاج والإوز -لدفع الثعالب عنها- هي في معنى الغنم. ولا شك أنَّ خوفَ اللصوص على النَّفس، واتخاذه للإنذار بـها والاستيقاظ لها أعظم مصلحة من ذلك ، والشارع مراعٍ للمصالح ودفع المفاسد، فحيث لم تكن فيه مصلحةٌ ففيه مفسدة ... ا.هـ (الإغراب في أحكام الكلاب [ص106-107]).

رأيي من وجهة نظر اجتماعية:
لا أعتقد أن كل الناس تتآلف والكلاب، فكثير من الذكور والإناث يخشون القطط وما دونها فضلاً عن كلب .. وأطفال لا يستأنسون الكلاب (وخاصة الكلاب الضخمة) .. إضافة إلى أن الكلاب تستشعر الخوف ولها رد فعل تجاهه .. أو ربما كان للكلب تصرفات بريئة ولكنها مخيفة بالنسبة لهم .. فكان وجود الكلب أذى لهم في هذا المكان ..غير أن في بريطانيا هناك قانون يلزم صاحب الكلب بأن ينظف فضلات الكلب إن حدث .. ولا أعتقد أن أحداً هنا قد يزيل الفضلات .. نا هيك عن غير الفضلات .. ويعتبر وجود مثل هذا الشيء أذي للطريق .. وطبعاً عندها ستكون أنت أخي العزيز مقتني الكلب من أتيت بهذا الأذى .. وأنك لم تعطي الطريق حقه كما أمرنا رسولنا صلى الله عليه وسلم .. أو ربما من زاوية أخرى نظرة بعض الناس إلى الأشخاص مقتني الكلاب - وقد سألت عدد لا بأس به - بأنهم سُذج بتقليد الغرب .. أتمنى أن تسأل نفسك أخي العزيز .. ماذا ترى - كوجهة نظر - عندما ترى رجلا ومعه كلب؟ .. ستختلف الإجابة من شخص لآخر غير أن وجود الكلب أصلاً غير محبذ - كرأي شخصي - في الأماكن العامة كمنظر ..

وجهة نظر شخصية:
- لا أجد حقاً أن من يمشي بكلب أي كان نوعه ولا ألم بأنواعها .. أن يمشي بكلب في مكان عام وبين عامة الناس لأنه ربما يكون من باب التفاخر (وأين الفخر؟) .. وقد قال تعالى في سورة لقمان :{وَلا تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ (18)} إضافة إلى التصنع وتقليد الغرب ناهيك عن مشروعيتها أصلاً.
- فعلاً جُزي خيراً من وضع هذه اللافتة .. ومن هنا أأكد أن الخير لا زال ينضح في ارض الحرمين فكل ما زادت الظواهر السلبية .. كلما زادت ردود الفعل الايجابية .. وبطرق اعتبرها راقية .. لأن من سيأتي بكلبه ويقرأ هذه اللافتة سيعلم إن كان لا يعلم بأن قيراط أو قيراطين سينقصان من عمل يومه إن أراد الله له خيراً وكان له من الأجر قيراطاً على الأقل في ذلك اليوم .. وإن كان يعلم بشأن الحديث اعتقد أنه سيتجنب المكان إن كان لا بد من وجود الكلب معه.
- سبب نقص الأجر ولا أعتقد أن هناك من سيضحي بأجره زهداً فكما قال الحافظ ابن حجر في سبب نقص الأجر: قيل: لامتناع الملائكة مِن دخول بيته وقيل: لما يلحق المارِّين مِن الأذى وقيل: لأنَّ بعضها شياطين وقيل: عقوبة لمخالفة النهي وقيل: لولوغها في الأواني عند غفلة صاحبها، فربما يتنجس الطاهر منها، فإذا استعمل في العبادة لم يقع موقع الطهارة وقال الحافظ العيني في التوفيق بين القيراط والقيراطين: يجوز أنْ يكونا في نوعين مِن الكلاب، أحدُهما أشدُّ إيذاءً وقيل: القيراطان في المدن والقرى، والقيراط في البوادي وقيل: هما في زمنين، ذكر القيراط أولاً، ثم زاد التغليظ، فذكر القيراطين.

عسى أن أكون وفقت في طرح فكرتي ورأيي عن الموضوع .. وأتمنى أن لا يؤخذ كلامي بشكل خاص وللتفاصيل منهاج آخر .. فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ..