الأحد، 15 فبراير 2009

في لحظة فقط

في هذه الساعة .. اجلس في مكتبي اعمل بأشياء بسيطة روتينية .. واسمع موسيقى "محير كردي" بعزف تركي .. في قمة الروعة .. وأمامي بالضبط قاعة الاجتماعات .. به اجتماع مع شخصيات بارزة جداً .. الانوار مغلقة ويتابعون عرضاً تقديمياً لمشروع .. وبما أن المبنى يقع على احد الشوارع الرئيسية .. وشركتنا في الدور الأول .. كان صوت الاتطام قوياً جداً.
لم اسمع ذلك الصوت بحكم ان مكتبي لا يطل على الشارع .. إضافة إلى أني أضع سماعات صغيرة في اذني .. ولكن نبهتني الأضواء المنبعثة من قاعة الاجتماع .. لأرى كل الحاضرين قد فتحوا الستائر ويرتصون جنباً إلى جنب ..
ذهبت إلى احد المكاتب المطلة على الشارع لأجد سيارة نقل صغيرة وسيارة رياضية فارهه اعتقد انها حديثة جداً .. شكل الحادث يوحي بأن الخطأ على السيارة الفارهه .. لأني وصلت بعد ان وقع الحادث وبعد أن وصلت سيارات المرور .. فلا اعلم حقيقة من المخطئ.
تأملت الحادث .. زحمة اناس .. رجل في العقد الثالث تقريباً خرج من السيارة الأولى يمسك ساقه ويتأوه .. وكثير من الزجاج واوراق الشجر في الأرض بحكم ان الحادث خرج من الشارع الرئيسي إلى الفرعي متخطياً الحاجز الزرعي .. وفي الجهة الأخرى شاب اعتقد انه في العقد الثاني واضعاً يده على اذنه .. ويتحدث بالجوال .. ويقف إلى جانبه رجل المرور ويستمع إليه وهو يشرح كيفية وقوع الحادث.
ما ازعجني جداً هو احتشاد الناس وطلب ضابط المرور من السيارات عدم الوقوف .. احتشد عدد كبير من الناس بشكل مزعج .. في الشارع الرئيسي والفرعي .. واصبح مهمة رجال المرور ان يضبطوا حركة السير للناس .. وهم الناس سبب عدم الضبط ... وبالطبع وصلت سيارة الاسعاف متأخرة بسبب تلك الزحمة .. وتم إسعاف الأول - المصاب في ساقه - والراكب الاخر في السيارة الصغير .. أخرجوه من السيارة إلى كيس فضي اللون .. فقد توفي ساعة حصول الحادث .. فالحادث لم يكن بسيطاً.. وقع الحادث في لحظة .. وخلّف أثراً كبيراً في هذه اللحظة ..
هل كان نتيجة تهور الشاب ذو السيارة الفارهة؟ ام هو عَجل وراء شيء؟؟ .. لا أدري ولكن في كل الاحوال .. قد ازهقت روح .. ولا أعتقد هناك أي مبرر لهذا الحادث .. هو قضاء وقدر .. ونعم بالله .. لله ما أعطى وله ما أخذ .. لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.
كيف هو شعور صديق المتوفى .. كان قبل ثوان فقط .. يتكلم معه .. والان .. لن يسمع صوته الى الابد .. هل سيبكيه فقط؟ .. كيف بأبناء الميت .. ذهب والدهم للعمل .. ولم يعد .. كيف بزوجته وامه .. نسأل الله لهم الصبر والسلوان .. واحتساب الاجر في فقيدهم.
حقيقة اتخيل نفسي احياناً في هذا الموقف واتصور عزاء في بيتنا وبكاء اهلي علي .. لذلك تداركت جيداً على الرغم من انني اسرع احياناً .. وسرعة جنونية .. انه قد لا اصل أبداً فعلاً ..
رحم الله الأول .. وشفى الثاني .. والثالث..!!

هناك 6 تعليقات:

  1. حسبي الله ونعم الوكيل


    اقراء وابكي

    يمكن لان الوالد تعرض لنفس الموقف

    بس الحمد الله ماتوفى
    لكن فقد الذاكرة وأصابه شلل

    والسبب شاب مراهق
    وامتلك سيارة ليزهق الارواح ويفقدهم اغلى مايملكون


    بصراحه احقد عليهم حقد مو طبيعي

    لتسعد ابنك تعطيه سيارة ليزهق ارواح الناس ؟؟!


    الله يرحمه يارب
    ويشفي من اصيب

    المشتاق

    يعطيك العافيه ..


    وحسبي الله فيهم ..

    ردحذف
  2. منورة بلوقي احساس .. لا عدمنا طلتك

    بالنسبة للوالد شافاه الله وعافاه واكسبك وده وبره


    بالنسبة لهؤلاء الشباب .. برأيي هي طاقات يجب استنفاذها من قبل المجتمع بطريقة ايجابية .. لا أن يتركوها وبخاصة الوالدين

    فالشاب لا ينوي القتل او حتى المساس بأي شخص اخر .. ولكن احيانا يحصل ما لا يحمد عقباه .. واحياناً يكون الثمن غالي ..

    شاكر لك مرورك انستي
    مرة اخرى .. لا عدمناك وشاكر لك مرورك

    ردحذف
  3. الفاصل بين الحباة والموت
    الموت واخلود
    شعرة
    ماذا فعلنا ومادا سنفعل في حياة لبس ملكنا قدتذهب فجاة
    وليتنا ننتبه من غفوتنا

    ردحذف
  4. فعلاً سيدتي مريم

    ولكني لا استطيع ان افكر أني سأموت في اي وقت .. لأن إن أتى وقتي .. أفضل ان تاتي وانا مبتسم على ان اخاف طوال الوقت .. وفي نفس الوقت سأموت

    انا مع القائل "لأن الحديث ضعيف"
    اعمل لدنياك كأنك تعيش ابدا .. واعمل لاخرتك كانك تموت غدا

    تحياتي
    اشكر لكي مرورك وتعقيبك

    ردحذف
  5. لحظة بمنتهى المرارة وذقنا أمرّ منها
    فقدنا نصف عائلة (خالتي وزوجها وابنها)رحمهم الله رحمة واسعة
    والسبب شاب غير مبالي يقود سيارة جيب بسرعه جنونية وقالوالنا:أنه كان سكرانا ومن شدة سرعته دفع سيارة زوج خالتي (الفان ) تحت (لوري) ..حادث بشع لا أقوى على إكمال سرده
    وحسبنا الله ونعم الوكيل بسببه تيتمت طفله كانت تنتظر عودة أمها وأبيها وأخيها المريض الذين ذهبوا لعلاجه في الرياض وفي ذاك الطريق المشؤوم الذي تحدث فيه حوادث كثيرة بشعه في الطريق المعروف بين الطائف والرياض.
    لم نتوقع يوما أن يموتوا بحادث سيارة فزوج خالتي رحمهما الله كان بطيئا جدا في قيادة السيارة لدرجة عندما نكون معه بودنا أن ننزل وندفع السيارة من بطئ قيادته.
    لكن لا يغني حذر من قدر.
    جزاك الله خيرا اخي على هذا البوست رغم أنه قلّب عليّ المواجع
    كتبت ردي وأنا أبكي.
    أسأل الله أن لايريك مكروها في نفسك ولا أهلك.

    ردحذف
  6. أختي العزيزة اروقة الروح ..

    ازعجني بكاء اختي احساس طفلة أولاً .. فرددت عليها متجاهلاً سطر البكاء .. فلا عيب في الحزن اصلاً .. ولكني عندما قرأت ردك وبه بكاء ايضاً .. ازعجني ضعف ما كنت مزعج .. فاعتذر حقا إن لامست جروحكم .. بطريقة او اخرى .. اختي اروقة الروح .. لله ما اعطى وله ما اخذ .. رحم الله موتاكم .. واوصيكي برعاية اليتيمة ما استطعتي .. فقد قال صلوات ربي وسلامه عليه .. انا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين .. واشار بالسبابة والوسطى .. او كما قال صلى الله عليه وسلم .. استغلي هذه النعمة .. وامسحي على رأسها ..

    ردحذف